Tuesday, August 30, 2005

بص.. شوف.. كاترينا عملت إيه! ـ 2 ـ

في إتمام ما سلف من حكاوي مصوّرة
يقدّمها أبو كريم الممفساوي بلا مسخرة

فيه شويّة حاجات ممكن تخلّيكم تتصوّروا أبعاد المشكلة...

أوّلاً، كاترينا ثالث أكثر الأنواء الاستوائيّة تدميراً في التاريخ الأمريكيّ
ثانياً، ما أصاب ممفيس هو النذر القليل من "هدب ثوب" كاترينا، فقد كُنّا على الحدود الغربيّة لمسار العاصفة وليس في قلبِها، وكانت العاصفة-حين وصلت إلينا بعد الفتك بالمسيسيپيّين الغلابة-قد فقدت نصف عنفوانها.
ثالثاً، ما أحدثته في ممفيس بسيط مقارنةً بإعصار دمّر بضعة بيوت منذ عشرة أعوام، وعواصف ثلجيّة قطعت التيّار في بضعة أماكن، وعاصفة رياح كاسحة فتكت بنا منذ عامَيْن وطرحتنا أرضً: انقطعت الكهرباء حوالي ما بين يومَيْن وأسبوع (بحسب المنطقة وكثافة الأشجار فيها. لا .. ليس بحسب غنى المنطقة، بل على العكس. الأغنياء اشتروا مولّدات أو استأجّروها، بينما الفقراء يسكنون في أماكن قريبة من وسط المدينة، حيث التصليح أسرع والأشجار أقلّ)..
رابعاً، انقطاع التيّار يعني توقُّف الحياة: لا تكييف ولا تسخين (في معظم المنازل التي لم تعُد تستخدم الغاز). والأهم...
لا إشارات مرور


وفي هذه الحالة، يلتزم الناس بالقواعد البسيطة: عربيّة من كلّ اتّجاه وبالدور.
...
لكن في التقاطعات الهامّة،
يضطرّ رجال الأمن البواسل الأبطال-الذين يعانون من بطالة مقنّعة لندرة المظاهرات وصغر الأقفية، طبعاً ما عدا المخدّرات-
للنزول للشوارع، وتنظيم المرور بأنفسهم


مع أنّ هذا لا يحدُث حين تعمل الإشارات، لأنّ الناس متبلّدة هنا، تتوقّف ببساطة في الإشارات، لعلّهم غير مستعجلين!

وحيث أواصل معكُم التجوّل بالشوارع القريبة،

أجد بعض المجتهدين النشطاء قد قاموا بتقطيع الخشب لإماطة الأذى عن الطريق العام، وبالأخصّ عن مداخل بيوتهم،


إيه النظافة دي؟


لكن.. ليس الجميع محظوظين!





ألم أقُل لكُم إنّ شجرنا كبير شويّة؟


.
.
.
وأخيراً... أصلحوا الكهرباء في "حتّتنا" كما في معظم الأماكن



ربّنتا يخليلنا "حضرة العمدة" وسيادة المحافظ، والعمدة متّهم بالفساد ويعشق العمولات على فكرة هو وبالأخصّ على خلاف مع شركة المرافق، وكلّ ده بيقلّل الشعور بالغربة.

ولكي لا "أقطع عادة"، أقفز إلى موضوعي المحبّب..
انظروا إلى هذا المبنى وما حاق به من دمار!!


من أساليب الضحك على الذقون "خلط الأوراق" والزجّ بالصور في غير موضعها (كصورة الفلسطينيّين المحتفلين عقب الهجمات السبتمبريّة)، وهو في البحث العلميّ اسمه "الغشّ والتلاعب والتزييف"، أمّا في بعض وسائل الإعلام، فاسمه "الفنّ والمونتاچ والشطارة"... طبعاً الصورة الأخيرة للمبنى-رغم أنّها ملتقطة اليوم-لا علاقة لها بالعاصفة، بل هو مبنى يهدمونه منذ شهور (بجوار ذاك) ببطء لاحتوائه على مادة الأسبستوس التي تجعل تفجيره خطيراً على البيئة والبشر.
لكنّ أنا ما يهونش عليّ أضحك على ذقونكم،
وكفاية عليكُم اللي في بالي.

ــــــــــ
ـ نُشِرت أوّلاً في "لنتعدَّ الطبيعيّ"

بص.. شوف.. كاترينا عملت إيه! ـ 1 ـ

أعرف أنّ معظم القرّاء يتابع بالأحرى انتخاب الرئيس
ولا يكترث أحد بما أحدثته كاترينا في ممفيس
لكن...
وعلى رأي الوَلَد الوَحْش.. لازم شهرزاد تكمّل الحدّوتة

****
بعد أن كتبتُ لكُم ما جرى سطراً بسطر،
هممتُ بأن أغادر المعمَل في وش الفجر،
خرجتُ إلى الشوارع طامعاً في ساعتين من النوم،
فالاجتماع غداً في الثامنة، أقصد اليَوْم،
وإذا بي أدرك أنّني لم أكُن بشيءٍ داريا،
فقد فوجئتُ بأصواتٍ تصُمُّ المُناديا
وكأنّ شوارعنا قد شهدت ساحةَ قِتال،
فنورُ البروقِ يظهر طريق بيتنا كالقنال،
نور؟ هو فين النور؟؟؟
آه... تبدّد حلمي في دُشٍّ ساخِنٍ أنا المُتَفائلْ
حين أدركتُ انقطاعَ الكَهَارِبِ عن منطقتنا بالكامل ...
وللأسف حال الظلام بيني وبينَ التقاط صورة،
ونمتُ على أمل أن أنقل لكُم كلّ تفصيلة صغيّورة

...

صباح الخير
كان هذا أوّل ما شاهدته من البلكونة، شويّة ورق شجر...

بس.. ما أدراكُم بحجم الشجر.. وكمّ الشجر..


جزء من السور ناوي يسقُط؟


ده "غصن صغنّون" وقع قدّام عمارتنا...
وجيرننا أخذوا نصيبهم

والطريق مفروش...


طبعاً دلوقتِ نفهم ليه رياح+أشجار=انقطاع تيّار


هالحق الشغل، ولاّ هاصوّر وأعمل حادثة؟

ناس ذوق ذوق... ما حدّش زمّر، بس أكيد عايزين يضربوني! (لاحظ الزحام على اليمين، لأنّ محسوبكُم قافل اليسار، وده في صالح أيمن نور!)

وشويّة آثار ثانية...


حتّى العمود ما استحملش؟ ولاّ أنا اللي مش نايم كويّس؟


ــــــــــــــ
ـ نُشِرت أوّلاً في "لنتعدَّ الطبيعيّ"

ـ"فاتت جنبنا"... ـ

مصدر الصورة: الويكيميديا بتاعة الويكيپيديا (ربّنا يخليهما لنا)

بناءً على قلق الجماهير الغفيرة، المنعكس في عدم وجود أيّ تعليق حتّى الآن هنا :)، أحبّ أطمئنكم أنّ سرّي طلع باتع، وكاترينا مش هتقدر تهوّب ناحيتنا. هيّ ما فاتتش لسّة بس بتفوت حالياً جنبنا، ومش هتضحك لنا ولا هتبلّنا!
مالت كاترينا لليمين قليلاً لتغرق بشراً آخرين، وكفاية عليّ الأمطار الأغسطسيّة المُستعارة من سبتمبر والتي تغرقنا منذ يومَيْن أو أكثر قليلا.

تصبحون على خير...
مراسلكُم: أبو كريم الممفساوي
ـــــ
* العنوان مستعار من أغنيّة عبد الحليم حافظ من كلمات الشاعر الرقيق حسين السيّد وألحان محمّد عبد الوهاب (بتاع مصر)

تحديث: (في الواحدة والنصف بعد منتصف ليل ممفيس)

قُلت لنفسي:
ما بالي قد صِرتُ أشبهَ بالجيل المُستَحدَث
وعن أشياءٍ لمْ أرَها رؤى العيانِ أتحدّث،
أجلسُ في معملٍ معدومِ النوافذِ
وأكتُب كلاماً ينقده المؤاخِذ،
متصَفِّحاً مَوْسوعةً ويكيّة ومواقع نشراتِ الجويّة،
ثم أوافيكُم بأنباءٍ إلكترونيّة؟

فكان أن تركتُ مقعدي الوثير،
وخرجتُ إلى الممرّ القصير،
وإذا بأصواتٍ كخيل راكضة
كحصى تخبط الزجاج شاردة،

وخرجتُ إلى الخارج للحظةٍ
فاتحاً البابَ نصفَ فتحةٍ
فإذا السماءُ قد فتحت صنابيرَها
والريحُ تُلاعِبُ الأشجار صغيرَها وكبيرَها،
فكان أن قُلتُ يا الله يا لطيف
يا مُنزِلَ الأمطار قبل حلول الخريف

أهذا ما يحدُث حين تمرُّ كَترينةُ بنصفِ قوّتِها
وحين لا يصلنا سوى حفيف تنوّرتها
فما حالُ أهل أورليانزِ الجديدةِ يا ستّار
وكيف تعامَلوا مع هذه النوّة الأشبه بالإعصار؟

وهَرْوَلتُ عائداً إلى شاشة الحاسوب
أكتب لكُم كلاماً عن عاصِفة لعوب
تحديث كمان (١:٥٢) وما يحلى الحديث من غير تحديث:
ها هي صورة كمان تقول إنّنا تحت كاترينا شخصيّاً (في الحزام الأخضر حيث العاصفة من ٢٠-٤٩٪ من قوّتها الأصليّة!)
دوس تشوف أحسن

Monday, August 29, 2005

اوعَ تجيلك كاترينا! ـ

كاترينا اللعينة
الصورة اليسرى من رويترز واليمنى من البي.بي.سي

أحكمت العاصفة الاستوائيّة المطيرة "كاترينا"-المسمّاة خطأً إعصاراً-قبضتها على مدينة نيو أورليانز الأمريكيّة.
ومن فرط شدّة "نوّة كاترينا" تم إخلاء المدينة، وبدأ جمع التبرُّعات بالفعل (كما كان مذياع السيّارة يردّد هذا الصباح).

أتوّقع أنّه كما تتكالب الجوارح على الجيَف ويتكاثر الذباب على الفضلات سوف يأتي الصائدون في الماء العكِر والراقصون عند القبور من كلّ حدبٍ وصوب، ويوحِّدوا أصواتهم في جوقة پوليفونيّة ناشذة

ـ
"إنّما هذا غضب الله على بوش لأنّه وافق على المهازل التي تحدث لشعب الله المختار وشجّع انسحابهم من الأرض التي وعدهم بها الله مسكناً أبديّاً"

"بل هو غضب الله على الأمريكان لأنّ ٥١٪ منهم يؤيّدون بوش ويوافقون على قتل العراقيّين والأفغان"

"إنّما هو انتقام الطبيعة من بوش. هذه نتيجة حتميّة لسياساته الغبيّة تجاه البيئة"

"بل هو غضب الله على نيو أورليانز المدينة الفاسقة. لقد أمهلهم الله والآن جاء عربون العقاب. ألا يسمحون بالرذيلة في شارع البوربون؟ ألا تكثُر لديهُم نوادي الشلحنيس (الشلح التحنيسيّ)؟ احذري الآن يا لاس ڤيجاس، فإنّ دورَكِ قادم!"

أتذكّر أيضاً المذيع الغبيّ الذي كان يعلّق على أحد هذه العواصف منذ بضعة أشهر ويقول: سيأتي مركز العاصفة من الخليج كالعادة، لكنّ "الخبر الحلو" هو أنّه لن يمسّ أرض الولايات المتّحدة بل سيذهب إلى المكسيك!
يا غبي.. يعني بتوع المكسيك دول بهايم؟

الغريب أنّ العلماء يخبروننا أنّ: النوّات الاستوائيّة تأتي كلّ عام بعدد متفاوت، وبعضها يمطر في خليج المكسيك بلا خسائر، بينما يمتد البعض إلى اليابس ليغسل مدنَ السواحل الشرقيّة والجنوبيّة للولايات المتّحدة أو سواحل المكسيك وبعض دول أمريكا الوسطى. كما يؤكّدون أنّ التغيّر طبيعة المناخ، وأنّه من قصر النظر الحكم على مناخ ما باستخدام الذاكرة البشريّة التي لا يزيد مجالها على بضعة عشرات من الأعوام (في أحسن الحالات وأطول الأعمار).

سيبَك...

ما أتعجّب منه هو تلك الأسماء التي يعطونها للنوّات: فلويد، إميلي، كاترينا، ... ومعظمها أسماء مؤنّثة (وهناك نكتة لا أتذكّرها تفسّر ذلك).
أفضّل أسماء نوّات الأسكندريّة: "المكنسة/ الميلاد/ الغطاس/ الشمس الكبيرة/ إلخ..."

بعد هذا أعود لأسئلتي الغلسة: هل يوجد مكان على الأرض في هذه اللحظة من الزمان ليس فيه "شرّ" يكفي لإيقاع الغضب الإلهيّ عليه؟

لعلّه على مُهَنْدِرِنا غاندي أن يدرس الاحتمالات الإحصائيّة لوقوع الكوارث ومحاولة ربطها بخير سكّانها أو شرّهم، لإعطائنا فكرة علميّة عن كونها عشوائيّة أم فيها حكمة خفيّة.

كذلك نحتاج للاطّلاع على نظريّة أخرى (ما سمعتش عنها بس أكيد موجودة) أنّ البشر سكنوا أوّلاً الأماكن معتدلة المناخ الآمنة من الزلازل والبراكين والأعاصير، ثم-كلمّا ازدادوا تقدّماً وبالتلي طمعاً-نزحوا إلى أماكن أخطر حيث يستطيعون بناء بيوت أقوى وتدفئتها أو تبريدها ويستطيعون (أو يظنّون أنّه بإمكانهم) اتّقاء شرّ (أو خير؟) الطبيعة!

أمّا بعد،
فكلّ ما يهمّني الآن هو أن أطمئنّ على الواد باهر صاحبنا الغلبان الذي قادته الدكتوراه إلى نيو أورليانز. يا ترى عمل إيه مع كاترينا؟ هل سقط تحت رحمتها؟ يا ما حذّرناه من بنات أمريكا :)

تابع صور البي.بي.سي
ـ
بعدُ مكتوبِن:
كاترينا غالباً جايّة بكرة على ممفيس، لكن بعد ما يكون نفسها اتقطع، قولوا إنشالله!!!!
مصدر الخريطة: الويكيپيديا
ــــــ
تحديثٌ:
وجدت التالي أمام باب الشقّة : رسالة من إدارة العمارة (ألخّصها وأترجمها بتصرّف لا يخلّ بالمحتوى بل بالأسلوب):
إنذار: رياح عاتية!
كاترينا جاية علينا
مابين التَلات والأربع
الأشكال دي بتعمل ريح وبلل شديد
أحسن لكم تعملوا التالي:
١) شيل أي حاجة سايبة برة الشقّة أو في البلكونة.
٢) ممكن بيتك يتبلّ ويغرق. خذ احتياطاتك وحافظ على ثرواتك.
٣) ظبّط التأمين بتاعك علشان إحنا ملناش دعوة.
٤) خلّيك في دارك وخذ لك ساتر. لمّا النوّة تمر، خذ بالك وانت خارج: أسلاك الكهرباء والشظايا ممكن تؤذيك.
٥) لما النوّة تمر وتخرج بأمان، ابقَ بلّغنا لو حصل مصيبة.
وماتنساش: خلّيك في أمان! (يعني قد أعذر من أنذر)
ـ

اضغط على الصورة تُسقِط أمطاراً (لو نيّتك صافية) وإلاّ توّقع-من فرط شرورك-إعصاراً

counter
StatCounter eXTReMe Tracker