Tuesday, November 22, 2005

أنا اتسرقت.. بس بشياكة! ـ

هي مش حاجة جديدة.. بس ما كانش وقتها خاص....

سرقوا النمر يا محمد.. بس الترخيص معايا

خرجت من المعمل في السابعة وبعد مشوار صغير بالسيّارة، إذا بي أكتشف مشهداً غريباً:
ربع نمرة السيّارة اختفى!!!
نشر أحدهم جزءاً من لوحة النمر المعدنيّة، فضاع آخر رقم..
إيه المشكلة؟
لقد نشر مع الرقم أيضاً تاريخ التجديد
06

هو استفاد إيه؟
وبالتالي يستطيع لصقه على نمر سيّارته (أو يبيعه) موفراً ١٠٠ دولار أو أكثر (مقدار التجديد السنويّ) وكمان سيتهرب من الفحص السنويّ، خاصةً لو سيّارته مفوّتة...

أنا خسرت إيه؟
وجع دماغ..
لازم أبلّغ، أو على الأقل أذهب لمكتب الترخيص وأثبت الحالة.
ربّما أدفع ثمناً للوحة معدنيّة جديدة، لكن على الأقل لن أدفع تجديد الترخيص مرةً أخرى، لأنّ الفاتورة السابقة معي.

واللي عملها "شيك" و"ذوق"، ما رضيش يسرق النمرة كلّها!!
لو كان سرقها كلّها يمكن كان أحسن لي.. كنت عملت بلاغ فوري.
دلوقتِ بقى ممكن يحققوا معي ويقولوا: إنت مسئول تشتري نمر جديدة.
وهنيّالك يا فاعل الخير

بالمناسبة، أنا اتسرقت قبل كده برضه بطريقة شيك...
بعد أن نسيت دراجتي بجانب المعمل مربوطة لمدة شهر مثلاً.. تذكرت أنّني يجب أن أهتم بها وأعيدها إلى المنزل..
وفعلت ذلك..
ثم في اليوم التالي!! بعد الشهر كله..
ذهبت للعمل بالدراجة..
ولما ركنتها ليلة واحدة!!
أخذ أحدهم الدراجة.. بس كان "ذوق.. ذوق.. ذوق.."
ترك لي العجلة الأماميّة التي كانت مربوطة بالقفل...
وترك لي بجانبها دراجته المتهالكة بلا عجلة أماميّة...
بلغت شرطة المستشفى.. طبعاً عملوا محضر وطنشوا.. مين هيلاقي عجلة مسروقة..

آه.. افتكرت كمان..
كنت سايب دراجة قديمة في سكن الجامعة زمااان قوي.. لمدة شهور...
ويوم ما قررت أنظفها وأستخدمها..
حد "ابن حلال" أخذها.
بس أنا ما كنتش رابطها... كنت فاقد الأمل أنّ حد يعبّرها ويكسر القفل. على الأقلّ وفرت ثمن السلسلة والقفل!!

آاااه...
اللي ما اتسرقت في شيكاجو ولا نيويورك

أتسرق في "عقر داري"؟؟
آه يا أمريكا :)

Friday, November 18, 2005

بُم! تفجير المستشفى وانفجار المعلومات

حدّثتكم من قبل عن المبنى المليئ بالأسبستوس (آخر مقطع هنا) القابع بجانب المبنى الآخر (الذي هُدِم في مايو)...

أخيراً تخلّصت الجامعة من مبنى أكبر مستشفى خاص في العالم (من حيث عدد الأسرّة) لعدم جدواه الاقتصاديّة،

وتحكي لكُم نورتان الممفساويّة التي تعيش على بعد أمتار من المستشفَى المتوفَى عن الانفجار كما عاينته، كما تعرض لكُم صوراً للانفجار.

وليس في هذا أيّ عجب،

لكنّ العجب العجاب أن أحصل من مصطفى حسين-الساكن على بعد آلاف الأميال-على تصوير بالڤيديو من عدّة زوايا للانفجار، وعلى خبر عنه

وطبعاً يمكنكم تفحّص المستشفى من فوق على جووجل (لم يزيلوه بعد!)
نعم.. نحن في عصر انفجار المعلومات والاتّصالات وتقصير المسافات
فات

فات
فات
فات

Thursday, November 17, 2005

أوّل أيّام الشتويّة

رغم أنّ السنة دي كانت مفترسة من حيث العواصف والأعاصير،
إلاّ أنّها كانت "بنت حلال" من حيث البرد... فلم يفاجئنا برد أكتوبر المبكّر،
لكنّ المتوّقع حدث يوم الثلاثاء...
العاصفة الرعديّة إيّاها التي تأتي قبل عيد الشكر
(لو كنّا في الإسكندريّة كنّا سميناها "نوّة الشكر"!)
والتي من بعدها تنخفض الحرارة في كام ساعة من الستينيّات الفهرنهيتيّة (١٥-٢٠) إلى الأربعينيّات (٥-١٠)...
عشر درجات كده في لحظة!!
وها نحنُ ننتظر أوّل ليلة تحت الصفر، وهذا أفضل كثيراً من حال ابن عبد العزيز القابع تحت الثلوج، الحالم بإصلاح الإخوان...

*****
قالوا عن السعادة:
في الصيف آيس كريم وفي الشتاء شوكولاتة!

*****

Monday, September 26, 2005

مطاردة الرفاهية

لسبب ما تذكّرت نجيب الريحاني
وتذكّرت إسماعيل ياسين، حين كان عليه أن ينفق أموالاً طائلة كل يوم، وإلا فقدها
ـــــــــ

ما كان مخطّطاً له أن يكون هروباً من المدينة،
ومحاولة للحياة البسيطة في وسط الطبيعة،

انتهى إلى كونه رحلةً على قدر غير مسبوق من الرفاهية...
ولا يزال الشوق للطبيعة قائماً.

فقد ذهبت لاستئجار سيّارة بها الحد الأدنى من الإمكانيّات (وبالتالي السعر)، ودفعت المبلغ الأصغر: ٢٠ دولار في اليوم (يعني سعر ثلاث تذاكر قطار توربيني ذهاباً وإياباً).
وإذا بالمستأجر يأبى إلاّ أن يعطيني أغلى سيّارة عنده:

- Sorry Sir. We're out of compact cars. Not even midsize. Not even full-size cars.
We have only Premium Cars.
أنا.. متظاهراً بالفهم والوجل: يعني أعمل إيه؟ أروّح بيتنا؟ (ما هو شوفي بقى يا وليّة، أنا فوق العشرين دولار مش دافع سنت أبيض!)
- So?
- So we will give you the Dodge Charger 2006. Same rate that you reserved.
- طيب.. أمرنا لله. مع إن جتتي مش واخدة غير على العربيّات الصغيّرة.
غالباً الموظفة كانت هتموت من الغيظ والصدمة لأنّني لم أعرف العربية الـ"تشارچر" من العربيّة الـ"ستراتس". وأنا أصلاً وجدت نفسي أمام عربيّة عمر ما .... شاف زي عجلها! (مع الاعتذار لجدي) :)

Dodge Charger 06
مش بس كده..
كان الفندق الذي حجزت فيه (ببلاش، تعويضاً عن خناقة مع موظفي فندق دترويت، لعثوري-يا للهول-على ثقب في البطانية وبقعة في المقعد، غير إنّ وصلة الإنترنت لم تكُن تعمل، إلى جانب عدم رضاي عن الخدمة عامةً!!!)، يفوق كلّ ما توقّعته.
كان فندقاً جديداً/ حمام سباحة مغلق/ إنترنت مجاناً وحاسوب متاح ٢٤ ساعة/ وكل ده بـ ٦ دولار (الضريبة فقط لأنّ الغرفة مجانيّة كما أوضحت).

يا حلاوة!
وبأمر السيّد كريم، متحالفاً مع عاصفة خفيفة من بقايا الست ريتا، قضينا معظم الوقت في جولات بالسيّارة بين البحيرات وبين الغزلان والوعول والجواميس البريّة.
لا أنكر روعة العرض الذي شاهدناه في القبّة السماويّة عن مركبة الفضاء كاسيني، شيء مذهل ومُعَقّد (بفتح القاف وكسرِها).

لكن،...
مش بالذمة حاجة تغيظ؟

فين أيّام ما ذهبت أنا والمدام في رحلة تخييم


في أحضان الطبيعة


وكانت مخاطرها شبه معدومة

بين البحيرات... ـ


ستكون أجازتي التالية هي الأولى من نوعها منذ شهور،
فقد قرّرت ألا آخذ معي الحاسوب المحمول على الحجر.
وقرّرت ألا أبحث عن أيّة وسائل اتّصالات لا سلكيّة أو سلكيّة...
فأنا بحاجة للاسترخاء
والحضور
واللقاء

وأنّى لي بشبكات أثيريّة بين البحيرات؟؟
أنّى لي بالجدال والمناقشات الفلسفيّة مع الوعول والجواميس البريّة؟
أو بالإحصائيّات في بيت صغير في البراري؟
ــــــ
بالمناسبة: الأجازة ستستغرق ٣٦ ساعة!! وكان هذا التنويه أساساً للاعتذار لكلّ من لا تزال بيني وبينهم تعليقات معلّقة.
داوموا على الزيارة حتّى أعود، فقد تركتُ لكم بعض ما يُقرأ.


ـ نُشِرَت في "لنتعدَّ الطبيعيّ"

Tuesday, August 30, 2005

بص.. شوف.. كاترينا عملت إيه! ـ 2 ـ

في إتمام ما سلف من حكاوي مصوّرة
يقدّمها أبو كريم الممفساوي بلا مسخرة

فيه شويّة حاجات ممكن تخلّيكم تتصوّروا أبعاد المشكلة...

أوّلاً، كاترينا ثالث أكثر الأنواء الاستوائيّة تدميراً في التاريخ الأمريكيّ
ثانياً، ما أصاب ممفيس هو النذر القليل من "هدب ثوب" كاترينا، فقد كُنّا على الحدود الغربيّة لمسار العاصفة وليس في قلبِها، وكانت العاصفة-حين وصلت إلينا بعد الفتك بالمسيسيپيّين الغلابة-قد فقدت نصف عنفوانها.
ثالثاً، ما أحدثته في ممفيس بسيط مقارنةً بإعصار دمّر بضعة بيوت منذ عشرة أعوام، وعواصف ثلجيّة قطعت التيّار في بضعة أماكن، وعاصفة رياح كاسحة فتكت بنا منذ عامَيْن وطرحتنا أرضً: انقطعت الكهرباء حوالي ما بين يومَيْن وأسبوع (بحسب المنطقة وكثافة الأشجار فيها. لا .. ليس بحسب غنى المنطقة، بل على العكس. الأغنياء اشتروا مولّدات أو استأجّروها، بينما الفقراء يسكنون في أماكن قريبة من وسط المدينة، حيث التصليح أسرع والأشجار أقلّ)..
رابعاً، انقطاع التيّار يعني توقُّف الحياة: لا تكييف ولا تسخين (في معظم المنازل التي لم تعُد تستخدم الغاز). والأهم...
لا إشارات مرور


وفي هذه الحالة، يلتزم الناس بالقواعد البسيطة: عربيّة من كلّ اتّجاه وبالدور.
...
لكن في التقاطعات الهامّة،
يضطرّ رجال الأمن البواسل الأبطال-الذين يعانون من بطالة مقنّعة لندرة المظاهرات وصغر الأقفية، طبعاً ما عدا المخدّرات-
للنزول للشوارع، وتنظيم المرور بأنفسهم


مع أنّ هذا لا يحدُث حين تعمل الإشارات، لأنّ الناس متبلّدة هنا، تتوقّف ببساطة في الإشارات، لعلّهم غير مستعجلين!

وحيث أواصل معكُم التجوّل بالشوارع القريبة،

أجد بعض المجتهدين النشطاء قد قاموا بتقطيع الخشب لإماطة الأذى عن الطريق العام، وبالأخصّ عن مداخل بيوتهم،


إيه النظافة دي؟


لكن.. ليس الجميع محظوظين!





ألم أقُل لكُم إنّ شجرنا كبير شويّة؟


.
.
.
وأخيراً... أصلحوا الكهرباء في "حتّتنا" كما في معظم الأماكن



ربّنتا يخليلنا "حضرة العمدة" وسيادة المحافظ، والعمدة متّهم بالفساد ويعشق العمولات على فكرة هو وبالأخصّ على خلاف مع شركة المرافق، وكلّ ده بيقلّل الشعور بالغربة.

ولكي لا "أقطع عادة"، أقفز إلى موضوعي المحبّب..
انظروا إلى هذا المبنى وما حاق به من دمار!!


من أساليب الضحك على الذقون "خلط الأوراق" والزجّ بالصور في غير موضعها (كصورة الفلسطينيّين المحتفلين عقب الهجمات السبتمبريّة)، وهو في البحث العلميّ اسمه "الغشّ والتلاعب والتزييف"، أمّا في بعض وسائل الإعلام، فاسمه "الفنّ والمونتاچ والشطارة"... طبعاً الصورة الأخيرة للمبنى-رغم أنّها ملتقطة اليوم-لا علاقة لها بالعاصفة، بل هو مبنى يهدمونه منذ شهور (بجوار ذاك) ببطء لاحتوائه على مادة الأسبستوس التي تجعل تفجيره خطيراً على البيئة والبشر.
لكنّ أنا ما يهونش عليّ أضحك على ذقونكم،
وكفاية عليكُم اللي في بالي.

ــــــــــ
ـ نُشِرت أوّلاً في "لنتعدَّ الطبيعيّ"

بص.. شوف.. كاترينا عملت إيه! ـ 1 ـ

أعرف أنّ معظم القرّاء يتابع بالأحرى انتخاب الرئيس
ولا يكترث أحد بما أحدثته كاترينا في ممفيس
لكن...
وعلى رأي الوَلَد الوَحْش.. لازم شهرزاد تكمّل الحدّوتة

****
بعد أن كتبتُ لكُم ما جرى سطراً بسطر،
هممتُ بأن أغادر المعمَل في وش الفجر،
خرجتُ إلى الشوارع طامعاً في ساعتين من النوم،
فالاجتماع غداً في الثامنة، أقصد اليَوْم،
وإذا بي أدرك أنّني لم أكُن بشيءٍ داريا،
فقد فوجئتُ بأصواتٍ تصُمُّ المُناديا
وكأنّ شوارعنا قد شهدت ساحةَ قِتال،
فنورُ البروقِ يظهر طريق بيتنا كالقنال،
نور؟ هو فين النور؟؟؟
آه... تبدّد حلمي في دُشٍّ ساخِنٍ أنا المُتَفائلْ
حين أدركتُ انقطاعَ الكَهَارِبِ عن منطقتنا بالكامل ...
وللأسف حال الظلام بيني وبينَ التقاط صورة،
ونمتُ على أمل أن أنقل لكُم كلّ تفصيلة صغيّورة

...

صباح الخير
كان هذا أوّل ما شاهدته من البلكونة، شويّة ورق شجر...

بس.. ما أدراكُم بحجم الشجر.. وكمّ الشجر..


جزء من السور ناوي يسقُط؟


ده "غصن صغنّون" وقع قدّام عمارتنا...
وجيرننا أخذوا نصيبهم

والطريق مفروش...


طبعاً دلوقتِ نفهم ليه رياح+أشجار=انقطاع تيّار


هالحق الشغل، ولاّ هاصوّر وأعمل حادثة؟

ناس ذوق ذوق... ما حدّش زمّر، بس أكيد عايزين يضربوني! (لاحظ الزحام على اليمين، لأنّ محسوبكُم قافل اليسار، وده في صالح أيمن نور!)

وشويّة آثار ثانية...


حتّى العمود ما استحملش؟ ولاّ أنا اللي مش نايم كويّس؟


ــــــــــــــ
ـ نُشِرت أوّلاً في "لنتعدَّ الطبيعيّ"

ـ"فاتت جنبنا"... ـ

مصدر الصورة: الويكيميديا بتاعة الويكيپيديا (ربّنا يخليهما لنا)

بناءً على قلق الجماهير الغفيرة، المنعكس في عدم وجود أيّ تعليق حتّى الآن هنا :)، أحبّ أطمئنكم أنّ سرّي طلع باتع، وكاترينا مش هتقدر تهوّب ناحيتنا. هيّ ما فاتتش لسّة بس بتفوت حالياً جنبنا، ومش هتضحك لنا ولا هتبلّنا!
مالت كاترينا لليمين قليلاً لتغرق بشراً آخرين، وكفاية عليّ الأمطار الأغسطسيّة المُستعارة من سبتمبر والتي تغرقنا منذ يومَيْن أو أكثر قليلا.

تصبحون على خير...
مراسلكُم: أبو كريم الممفساوي
ـــــ
* العنوان مستعار من أغنيّة عبد الحليم حافظ من كلمات الشاعر الرقيق حسين السيّد وألحان محمّد عبد الوهاب (بتاع مصر)

تحديث: (في الواحدة والنصف بعد منتصف ليل ممفيس)

قُلت لنفسي:
ما بالي قد صِرتُ أشبهَ بالجيل المُستَحدَث
وعن أشياءٍ لمْ أرَها رؤى العيانِ أتحدّث،
أجلسُ في معملٍ معدومِ النوافذِ
وأكتُب كلاماً ينقده المؤاخِذ،
متصَفِّحاً مَوْسوعةً ويكيّة ومواقع نشراتِ الجويّة،
ثم أوافيكُم بأنباءٍ إلكترونيّة؟

فكان أن تركتُ مقعدي الوثير،
وخرجتُ إلى الممرّ القصير،
وإذا بأصواتٍ كخيل راكضة
كحصى تخبط الزجاج شاردة،

وخرجتُ إلى الخارج للحظةٍ
فاتحاً البابَ نصفَ فتحةٍ
فإذا السماءُ قد فتحت صنابيرَها
والريحُ تُلاعِبُ الأشجار صغيرَها وكبيرَها،
فكان أن قُلتُ يا الله يا لطيف
يا مُنزِلَ الأمطار قبل حلول الخريف

أهذا ما يحدُث حين تمرُّ كَترينةُ بنصفِ قوّتِها
وحين لا يصلنا سوى حفيف تنوّرتها
فما حالُ أهل أورليانزِ الجديدةِ يا ستّار
وكيف تعامَلوا مع هذه النوّة الأشبه بالإعصار؟

وهَرْوَلتُ عائداً إلى شاشة الحاسوب
أكتب لكُم كلاماً عن عاصِفة لعوب
تحديث كمان (١:٥٢) وما يحلى الحديث من غير تحديث:
ها هي صورة كمان تقول إنّنا تحت كاترينا شخصيّاً (في الحزام الأخضر حيث العاصفة من ٢٠-٤٩٪ من قوّتها الأصليّة!)
دوس تشوف أحسن

Monday, August 29, 2005

اوعَ تجيلك كاترينا! ـ

كاترينا اللعينة
الصورة اليسرى من رويترز واليمنى من البي.بي.سي

أحكمت العاصفة الاستوائيّة المطيرة "كاترينا"-المسمّاة خطأً إعصاراً-قبضتها على مدينة نيو أورليانز الأمريكيّة.
ومن فرط شدّة "نوّة كاترينا" تم إخلاء المدينة، وبدأ جمع التبرُّعات بالفعل (كما كان مذياع السيّارة يردّد هذا الصباح).

أتوّقع أنّه كما تتكالب الجوارح على الجيَف ويتكاثر الذباب على الفضلات سوف يأتي الصائدون في الماء العكِر والراقصون عند القبور من كلّ حدبٍ وصوب، ويوحِّدوا أصواتهم في جوقة پوليفونيّة ناشذة

ـ
"إنّما هذا غضب الله على بوش لأنّه وافق على المهازل التي تحدث لشعب الله المختار وشجّع انسحابهم من الأرض التي وعدهم بها الله مسكناً أبديّاً"

"بل هو غضب الله على الأمريكان لأنّ ٥١٪ منهم يؤيّدون بوش ويوافقون على قتل العراقيّين والأفغان"

"إنّما هو انتقام الطبيعة من بوش. هذه نتيجة حتميّة لسياساته الغبيّة تجاه البيئة"

"بل هو غضب الله على نيو أورليانز المدينة الفاسقة. لقد أمهلهم الله والآن جاء عربون العقاب. ألا يسمحون بالرذيلة في شارع البوربون؟ ألا تكثُر لديهُم نوادي الشلحنيس (الشلح التحنيسيّ)؟ احذري الآن يا لاس ڤيجاس، فإنّ دورَكِ قادم!"

أتذكّر أيضاً المذيع الغبيّ الذي كان يعلّق على أحد هذه العواصف منذ بضعة أشهر ويقول: سيأتي مركز العاصفة من الخليج كالعادة، لكنّ "الخبر الحلو" هو أنّه لن يمسّ أرض الولايات المتّحدة بل سيذهب إلى المكسيك!
يا غبي.. يعني بتوع المكسيك دول بهايم؟

الغريب أنّ العلماء يخبروننا أنّ: النوّات الاستوائيّة تأتي كلّ عام بعدد متفاوت، وبعضها يمطر في خليج المكسيك بلا خسائر، بينما يمتد البعض إلى اليابس ليغسل مدنَ السواحل الشرقيّة والجنوبيّة للولايات المتّحدة أو سواحل المكسيك وبعض دول أمريكا الوسطى. كما يؤكّدون أنّ التغيّر طبيعة المناخ، وأنّه من قصر النظر الحكم على مناخ ما باستخدام الذاكرة البشريّة التي لا يزيد مجالها على بضعة عشرات من الأعوام (في أحسن الحالات وأطول الأعمار).

سيبَك...

ما أتعجّب منه هو تلك الأسماء التي يعطونها للنوّات: فلويد، إميلي، كاترينا، ... ومعظمها أسماء مؤنّثة (وهناك نكتة لا أتذكّرها تفسّر ذلك).
أفضّل أسماء نوّات الأسكندريّة: "المكنسة/ الميلاد/ الغطاس/ الشمس الكبيرة/ إلخ..."

بعد هذا أعود لأسئلتي الغلسة: هل يوجد مكان على الأرض في هذه اللحظة من الزمان ليس فيه "شرّ" يكفي لإيقاع الغضب الإلهيّ عليه؟

لعلّه على مُهَنْدِرِنا غاندي أن يدرس الاحتمالات الإحصائيّة لوقوع الكوارث ومحاولة ربطها بخير سكّانها أو شرّهم، لإعطائنا فكرة علميّة عن كونها عشوائيّة أم فيها حكمة خفيّة.

كذلك نحتاج للاطّلاع على نظريّة أخرى (ما سمعتش عنها بس أكيد موجودة) أنّ البشر سكنوا أوّلاً الأماكن معتدلة المناخ الآمنة من الزلازل والبراكين والأعاصير، ثم-كلمّا ازدادوا تقدّماً وبالتلي طمعاً-نزحوا إلى أماكن أخطر حيث يستطيعون بناء بيوت أقوى وتدفئتها أو تبريدها ويستطيعون (أو يظنّون أنّه بإمكانهم) اتّقاء شرّ (أو خير؟) الطبيعة!

أمّا بعد،
فكلّ ما يهمّني الآن هو أن أطمئنّ على الواد باهر صاحبنا الغلبان الذي قادته الدكتوراه إلى نيو أورليانز. يا ترى عمل إيه مع كاترينا؟ هل سقط تحت رحمتها؟ يا ما حذّرناه من بنات أمريكا :)

تابع صور البي.بي.سي
ـ
بعدُ مكتوبِن:
كاترينا غالباً جايّة بكرة على ممفيس، لكن بعد ما يكون نفسها اتقطع، قولوا إنشالله!!!!
مصدر الخريطة: الويكيپيديا
ــــــ
تحديثٌ:
وجدت التالي أمام باب الشقّة : رسالة من إدارة العمارة (ألخّصها وأترجمها بتصرّف لا يخلّ بالمحتوى بل بالأسلوب):
إنذار: رياح عاتية!
كاترينا جاية علينا
مابين التَلات والأربع
الأشكال دي بتعمل ريح وبلل شديد
أحسن لكم تعملوا التالي:
١) شيل أي حاجة سايبة برة الشقّة أو في البلكونة.
٢) ممكن بيتك يتبلّ ويغرق. خذ احتياطاتك وحافظ على ثرواتك.
٣) ظبّط التأمين بتاعك علشان إحنا ملناش دعوة.
٤) خلّيك في دارك وخذ لك ساتر. لمّا النوّة تمر، خذ بالك وانت خارج: أسلاك الكهرباء والشظايا ممكن تؤذيك.
٥) لما النوّة تمر وتخرج بأمان، ابقَ بلّغنا لو حصل مصيبة.
وماتنساش: خلّيك في أمان! (يعني قد أعذر من أنذر)
ـ

اضغط على الصورة تُسقِط أمطاراً (لو نيّتك صافية) وإلاّ توّقع-من فرط شرورك-إعصاراً

Saturday, July 30, 2005

الفول السوداني وحقوق القرد


ـ وعد: أعدكُم أن تكون هذه آخر تدوينة عن مواقف تحدث لي خلال السفر، على الأقلّ لمدّة شهرين من اليوم، والسبب البسيط هو أنّني لن أسافر لمدّة شهرين على الأقلّ، قولوا إن شاء الله ـ

كما هو واضح من الوعد أعلاه، أحاول التوقُّف عن تحويل هذه المدوّنة من "لنتعدَّ الطبيعيّ" إلى "لنغرق في العادي!" أو إلى "سفريّات رامي المملّة"، لكنّ ما حدث هذا الصباح جعل أصابعي تأكُلني، ورغم نُعاسي وتعبي، قفزت الأصابع نقراً نقراً على لوحة المفاتيح، لتسجيل لوحة هذا الصباح من فنّ الحريّة المرفّهة.
ولسببٍ ما أريد أن أكتبها على طريقة كتاب النصوص بتاع ثانوي!

لم أنَمْ من ليلةِ الأمس كثيراً. فقد أنهيتُ حزمَ حقائبي في ساعةٍ متأخّرةٍ من الليل، بل قُلْ ساعةً مُبَكِّرة من الصباح. وقد تسألني عن سبب سهري، ويؤسفني أنّني سأخفيه عنكَ، فلا علاقةَ لهُ بما أريدُ قوله، وأنا لا أبغي إلاّ تفادي الاستطراد غير الضروريّ، للدخول في الموضوع بلا مقدِّمات لا داعيَ لها. كلّ ما في الأمر أنّني لا أتذكّر أبداً أنّني حزمتُ حقائبي مُبَكِّراً، وكأنّه صارَ طبعاً يغلبُ كُلَّ تَطَبُّعٍ.
ولأنّ موعد الطائرة التي ستُعيدُني من سان فرانسيسكو هو الثامنة والنصف، ولأنّ إجراءات الأمن المُستَحدَثة تتطلَّب وجودي في المطار قبل الطائرة بساعةٍ ونصف على الأقلّ، ولأنّ المطار يبعد عن الفندق مسافةً تُقطَع في ما لا يقلُّ عن عشرين دقيقةً من الزمان، ولأنّ...
أف...
إيه الملل ده.
ـ

كلّ ما في الأمر أنّني استيقظتُ حوالي السادسة صباحاً بعد أن نمتُ في الثالثة، وذهبتُ إلى المطار نصف نائم، ومررتُ بطابور التفتيش الطويل، ثم ووقفتُ في طابور طويل آخر لآكل أيّ شيء قبل الركوب لأنّ الطائرات الداخليّة حالياً لا تُقَدِّم وجبات إلاّ للدرجة الأولى، ثم هرولتُ إلى باب الطائرة قبل أن آكل ما ابتعته، وإذا بي أسمع أغرب تحذير سمعته في حياتي:
أحد رُكّاب الطائرة رقم كذا المتّجهة إلى كذا لديه حساسيّة شديدة من فول السوداني.
الرجا من السادة الُركّاب عدم اصطحاب أيّة مأكولات أو مشروبات تحتوي على الفول السوداني أو زبدة فول السوداني إلى الطائرة، وشكراً.
وبعدها بدقيقتَيْن: مرّةً أخرى، نحبُّ أن ننبِّهَكُم: هذه الرحلة خالية من فول السوداني ومشتقّاته.
This flight is a peanut-free flight!
أمّا في الطائرة، فقد قدّموا-لمن اشترى-أكياس المقرمشات، وقد استبدلوا الفول السوداني فيها بالـكاشو!
يا حلاوة يا ولاد!!! يعني لو خدت كيس سوداني في جيبي هيشمّه؟
ماذا لو كان أحد الرُكّاب "قرداً"؟ هل كان صراع سيشبّ بين حقوق الفرد وحقوق القرد*؟
نظرتُ في كيس الطعام الذي ابتعته فوجدت موزةً (ثمنها دولار بالمناسبة!) خفتُ من القرد المزعوم-وجوده يهدّد وجودي!

أتذكّر كم كُنتُ أتبرَّم في عامي الأوّل في الولايات المتّحدة لرؤية كم العلامات التي تشير إلى المعاقين، وكراسيهم المتحرّكة، وكيف أنّ جميع أرصفة الشوارع بها فتحات منحدرة لإتاحة حركة من على كراسي مُتَحرِّكة. كُنتُ وقتها أعتبر هذا مستفزّاً مقارنةً بأنّ المواطن غير المُعاق لا حقوق لها أصلاً في بلدي.
ـ "قالبين البلد كلّها يعني عشان المعوّقين؟"
ـ يعني يقعدوا في البيوت؟
ثم تنبّهتُ فجأة إلى أنّ المواطنين ليسوا "ليموناً". العدد في الليمون، لكن كُلّ إنسان هو إنسان. سواء كان ١٪ أو حتّى ١ في المليون*. فهذا الراكب "الحسّاس" ضمن حوالي ١٠٠ راكب لا يزال "إنساناً" "فرداً" له حقّ أن يركَب الطائرة دون مخاطرة بصحّته.

ثم دارت في ذهني تخاريف سببتها قلّة النوم:
حقوق الفرد
عقوق الفرد
حقوق القرد
حقوق الجماعة
حقّ الله
حق المجتمع
حقّ الوطن
حق الترللي
مواطن واحد؟
قلّة منحرفة
واحد في المية.. يبقي أقليّة
إنّ شعب الطائرة لن ينثنيَ ولن يتراجع عن حقّه في أكل السوداني من أجل حالة استثنائيّة، لا سيّما في هذه المرحلة الحرجة.
لا تنسوا أنّنا كلّنا سنأكل السوداني قريباً، بمزاجنا أو بدونه!

وتصبحوا على خيير

ـــــــ
* هامش: لاحظ الجناس الناقص بين الفرد والقرد، وبين الليمون والمليون (وهو جناس أكثر من ناقص)
كم كانوا يفسدون علينا النصوص بمصمصتها وإعطائنا العظام!

(نُشِرَت في "لنتعدَّ الطبيعيّ")
ـ

counter
StatCounter eXTReMe Tracker